التصوف بكل لغات العالم

التصوف اهتم بتحقيق مقام الإحسان
وهو أن تعبد الله كأنك تراه ،
فإن لم تكن تراه فإنه يراك ،
------------------------------
روى الامام مسلم في صحيحه عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه وقال :
يا محمد ! أخبرني عن الإسلام
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الإسلام :
أن تشهد أن لا إله إلا الله و أنّ محمد رسول الله ،
وتقيم الصلاة ،
وتؤتي الزكاة ،
وتصوم رمضان ،
وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا .

قال جبريل عليه السلام : صدقت .

فعحبنا له أن يسأله و يصدقه

ثم قال جبريل عليه السلام : فأخبرني عن الإيمان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر و تؤمن بالقدر خيره و شره .

قال جبريل عليه السلام : صدقت .

ثم قال : فأخبرني عن الإحسان .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

فقال جبريل عليه السلام : فأخبرني عن الساعة .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل .
فقال عليه السلام : فأخبرني عن أماراتها .
قال عليه الصلاة والسلام :
أن تلد الأمة ربتها ،
وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان

ثم انطلق فلبثت مليا .

ثم قال عليه الصلاة والسلام : يا عمر ! أتدري من السائل .
قلت : الله و رسوله أعلم
قال عليه الصلاة والسلام : فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم .

عندها انشغل طائف من الامه بعلوم الاسلام ،
واطلقوا عليه اسم : الفقه

وطائف آخر انشغل بعلوم الايمان ،
واطلقوا عليه اسم : التوحيد

وطائف آخر انشغل بعلوم الاحسان ،
واطلقوا عليه اسم : التصوف

لذلك احبتي لابد لنا من تعلم الفقه لنرتقي الى المراتب الاعلى ، فلا بد لنا ان نتشرع ونتسلح بالفقه لنتمكن من السير الى الله بأصح واجمل السُبل ،
الاحسان هو مجموع مرتبة الاسلام والايمان - الاسلام يشبه الكوب ،
والايمان يشبه الماء ،
لا يمكن لك ان تشرب الماء دون توفر الكوب ،
ولا يمكن للكوب ان يشفي العطش ،
كلاهما متمم للاخر واذا نقص احدهم فستبقى عطشآ ، فلا مفر لنا من الجمع بينهما .