كتاب تربية الأطفال

إن مرحلة الطفولة وإذ تعتبر العمود الفقري لحياة الفرد سواء من الناحية الحسية أو المعنوية فقد كان من اللازم التعامل بحذر شديد مع من هم في هذه المرحلة وقبل ذلك المعرفة بأدق التفاصيل عن الأطفال وكيفية تربيتهم قبل الشروع في وضع أولى اللبنات لتشييد هذا المشروع الكبير جدا والذي يفشل فيه الكثيرون قبل البدء فيه ، فإلى جانب ضرورة الاهتمام بصحتهم وتعليمهم فيبقى الشيء الذي يصعب تداركه إذا ما افتقده الطفل منذ البداية وهو الأخلاق ، إن الطفل صفحة بيضاء فارغة والأبوين قبل المجتمع هم أول من يتناولون القلم ليضعوا بصماتهم وتوقيعاتهم على هذه الورقة بأخلاقهم ، تصرفاتهم ، تعاملاتهم ومظاهرهم ... فالطفل الذي لم يكتسب بعد القدرة على النطق يكتشف بعينه الحركات والانفعالات التي وإن لم يستطع بعد دماغه تحليلها إلا أنها تترسخ في هذا الأخير لتتحول إلى أفعال فيما بعد ، أما الطفل الذي اكتسب القدرة على الكلام وبدأ دماغه يستوعب الأحداث جزئيا ، يتذكر ويحلل ... وقد يكون هذا الأخير قد بدأ دراسته في المراحل الأولية أو الابتدائية ، فمخزونه المعرفي والثقافي عن الأشياء وكيفية حدوثها فارغ تماما ، وعلى هذا الأساس فلن يستطيع أن ينتقض كل ما تراه عيناه أو تسمعه أذناه والأخطر من ذلك أنه يتبناها كأفكار وأفعال صحيحة ومثالية سرعان ما تتم ترجمتها أفعال ، سلوكات وانفعالات ... كأساس لذلك البناء الذي يتم تشييده.
فالحرص كل الحرص على حسن تربية الناشئة تربية حسنة والله المستعان.