رأي الثقات في مضغ القات

أهدي هذا الكتاب إلى كل من ابتلاه الله بهذه العادة السيئة وهي تناول القات سائلا الله عزوجل أن يهديه ويوفقه ويعينه على الابتعاد من تناول هذه النبتة الشيطانية, كما أهدي هذا الكتاب إلى روح والدي عليه رحمه الله فلقد كان من أكثر المحاربين للقات اسأل الله سبحانه وتعالي أن يتقبل منه وأن يرحمه رحمة واسعة وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة.
تنمو شجرةُ القات على نطاق واسع في الجمهورية اليمنية وتعتبر المحصول الزراعي رقم واحد من حيث الرقعة الزراعية التي تحتلها هذه الشجرة الخبيثة، أو من حيث استهلاكها للمياة، حيث إنها تستهلك ما يصل إلى 70% من المياه الجوفية على مستوى الجمهورية وتحتل هذه الشجرة المرتبة الأولى من حيث الدخل على مستوى ألزراع أو الدولة. تفرض الدولة ضرائب باهظة على أصحاب مزارع القات ولكن نظرا للخلل الكبير الموجود في آلية تحصيل هذه الضرائب, نجد أن حوالي80% أو أكثر من هذه الضرائب يتسرب ولايذهب الى خزينة الدولة.
يزرع القات في معظم المحافظات اليمنية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ولكن أجودأنواع القات وأغلاها يزرع في محافظات: حجة- صنعاء - البيضاء وذمار ، وهي المحافظات المرتفعة عن سطح البحر ما بين(8-9) الآف قدم وعادة ما ينمو القات في المناطق التي يزيد إرتفاعها عن 3 الآف قدم عن سطح البحر ، وقد يصل ارتفاع أشجار بعض أنواع القات إلى عشرين مترا مثل القات الهمداني والشامي والضلاعي والمريسي والحيمي الخ .... ولكنّ بعضَ أنواع القات لا يتجاوزُ طولَ شجرته الثلاثين سنتيمتراً مثل القات السوطي والذحلة والرداعي..... الخ ويقوم المزارعون بسرعة نقله إلى الأسواق؛ لأنهم يعتقدون أن تأثير القات على الإنسان يضعف بشكل كبير إذا مرت 48 ساعة من قطفه ، وهذا الاعتقاد صحيح من الناحية العلمية نظراً إلى تبخر مادة الكاثينون المخدرة والأشد تأثيرا بعد مرور هذه المدة كما سنوضح في السياق ، ويمكن المحافظة على هذه المادة الفعالة بتبريد القات في الثلاجة.
يستطيعُ الزارع أن يجنى محصولَ القات مرتين او ثلاث مرات كل عام ، خاصة إذا استخدم بعض أنواع الأسمده السامةالتي تعجل بحصاده ومعظم هذه الأسمده هي من السموم الممنوع استخدامها دوليا في مجال الزراعة ، ويتم تهريبها عبر الحدود اليمنية البحرية الواسعة وبعضها يدخل بطريقة شرعية عبر الموانئ اليمنية تحت اسم سماد للزراعة وبحمايةِ بعض المتنفيذين في السلطة.